الأحد، 26 يونيو 2011

محمد جرامون يكتب: مبارك يشرب من نفس الكأس

بأحد المناطق العشوائية وفى عشة متواضعة لا تستر ساكنها من برد الشتاء أو حر الصيف وتحيط بها أكوام الزبالة من كل مكان وتصول وتجول بها أسراب الذباب والناموس والحشرات وتغمر أرضيتها مياه المجارى والكهرباء، دائمة الانقطاع والمياه النظيفة، حلم بعيد المنال يعيش الرئيس المخلوع حسنى مبارك وزوجته التى تصحو من نومها فجراً لتسير على أرجلها يومياً عدة كيلو مترات لتحضر المياه النظيفة، وتقف فى طابور العيش ساعات لتحصل على 10 أرغفة لها ولزوجها، وتنتظر فى حر الظهيرة عربة توزيع أنبوبة البوتجاز، هذا هو العقاب الذى يستحقه الرئيس المخلوع عقاباًَ له على ما اقترفته يداه وأفعاله خلال ثلاثين عاماً فى حق أكثر من 20 مليون مواطن يعيشون فى 890 منطقة عشوائية نصيب القاهرة الكبرى، وحدها منها 127 منطقة عشوائية يعيش سكانها فى وضع غاية فى السوء وبلا أى مقومات إنسانية للحياة، الأمر الذى حول هذه العشوائيات إلى بؤر شديدة التخلف على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وكان نتاج ذلك مواطنون مهمشون يحملون مشاعر سلبية تجاه المجتمع لشعورهم بأنهم خارج اهتمام أهل الحكم فى نفس الوقت الذى كانوا يسمعون ويشاهدون حياة البذخ والثراء والترف التى تعيشه فئة معينة أطلق لهم مبارك العنان ليتحكموا فى كل أمور البلاد و لينهبوا مقدراتها وثرواتها ويسخروا القوانين لمصالحهم فقط، وبعد قيام الثورة بدأوا فى السقوط الواحد تلو الآخر وبدأت تتكشف عمليات النهب المنظم لمليارات الجنيهات التى لو وجهت لتلك المناطق العشوائية لما أصبح هناك منطقة عشوائية واحدة فى مصر، ومن هنا فإنى أطالب إحقاقا للحق وإرساءً للعدالة وتحقيقاً لمبدأ الجزاء من جنس العمل أن يتم نقل مبارك للعيش بإحدى العشش بأحد المناطق العشوائية ليشاهد ويعايش ويشعر بحجم الجرم والإهمال الذى ارتكبه فى حق الملايين من أبناء هذا الشعب المسكين.

هذا هو العقاب الذى يستحقه والذى أعتبره أقصى من السجن فى طره، وهو عقاب يشفى الغليل، ويأخذ حق كل مواطن عانى الأمرين فى عهد كان عنوانه الظلم والفساد والإهمال والطبقية والعنصرية، وجاء الدور على مبارك ليشرب من نفس الكأس الذى أذاق منه الملاين من شعبنا المسكين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارجو من السادة المشاهدين التعليق باسلوب راقى

تعليقات

ارجو التعليق على الرسائل المعروضة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة